وَلَا يُنَاقض سَببا من الدّين مرعيا. فَمن كَانَ رهن تبعة أَو طريد تُهْمَة أَو منبزا فِي الطَّاعَة بريبة، فقد سحبنا عَلَيْهِ ظلال الْأمان، والحقناه أَثوَاب الْعَفو والغفران، ووعدناه من نفسنا مواعد الرِّفْق وَالْإِحْسَان، حكما عَاما، وعفوا تَاما، فاشيا فِي جَمِيع الطَّبَقَات، منسحبا على الْأَصْنَاف المختلفات، عاملنا فِي ذَلِك من يتَقَبَّل الْأَعْمَال، وَلَا يضيع السُّؤَال، واستغفرنا الله عَن نفسنا، وَعَمن أَخطَأ علينا من رعيتنا، مِمَّن يدْرَأ للسرع غلطته، وَيقبل الْحق فيئته. وَمن يسْتَغْفر الله، يجد الله غَفُورًا رحِيما لما رَأَيْنَاهُ من وُجُوه اتِّفَاق الْأَهْوَاء والضمائر، وخلوص الْقُلُوب والسرائر، فِي هَذَا الوطن الَّذِي أحَاط بِهِ الْعَدو وَالْبَحْر، ومسه بتقدم الْفِتْنَة الضّر، وصلَة لما أجراه الله على أَيْدِينَا، وهيأه بِنَا، فَلم يخف مَا سكن بِنَا من نَار وفتنة، وَرفع من بَأْس وإحنة، وكشف من ظلمَة، وأسدل من نعْمَة، وأضفى من مورد وعافية، وَأولى من عصمَة وافية، بعد مَا تخرمت الثغور، وفسدت الْأُمُور، واهتضم الدّين، وَاشْتَدَّ على الْعباد والبلاد كلب الْكَافرين. ذَلِك فضل الله علينا وعَلى النَّاس، فَلهُ الْحَمد دائبا، وَالشُّكْر وَاجِبا، وَمن الله نسل أَن يتم نعْمَته علينا، كَمَا أتمهَا على أبوينا من قبل، إِن رَبك حَكِيم عليم. وَنحن قد شرعنا فِي تعْيين من يَنُوب عَنَّا من أهل الْعلم وَالْعَدَالَة، وَالدّين وَالْجَلالَة للتطوف بالبلاد الأندلسية، ومباشرة الْأُمُور بالإيالة النصرية، ينهون إِلَيْنَا مَا يستطلعونه، ويبلغون من الْمصَالح مَا يتعرفونه، ويقيدون مَا تحْتَاج إِلَيْهِ الثغور، وتستوجبه الْمصلحَة الجهادية من الْأُمُور. وَنحن نستعين بفضلاء رعيتنا وخيارهم، والمرافقين مِنْهُم لله فِي إيرادهم وإصدارهم، على إنهاء مَا تخفى عَنَّا من ظلامة تقع، أَو حَادث يبتدع، وَمن اتَّخذت بجواره خمر فَاشِية، أَو نشأت فِي جِهَته للْمُنكر ناشية، فَنحْن نقلده الْعهْدَة، ونطوقه القلادة، ووراء تنبيهنا على مَا خَفِي عَنَّا من الشُّكْر لمن أهداه، وإحماد سعى من بلغه وَأَدَّاهُ، مَا نرجو ثَوَاب

طور بواسطة نورين ميديا © 2015