الْكَرِيم المجادة، مجددا بركَة المخاطبة من تِلْكَ الحضرة، مهديا من أنبا عصمتها أبهى المسرة، مُبْتَسِمًا عَن ثغور الْبشر المفترة، واصلا عوائد الشيم البره، جَوَابا عَمَّا كُنَّا خاطبنا بِهِ حاجبكم الَّذِي من أهل أبوابكم السامية عرف، وبسداد الْأُمُور فِي خدمتها وصف، وَمَا كَانَ من هجوم الْأَجَل المحتوم عَلَيْهِ، وانتقاله إِلَى المستقر الَّذِي ينْتَقل إِلَيْهِ، وَقبل أَن يُجيب عَن الْخطاب، ويصدر وَاجِب الْجَواب، وَالْأَصْل أبقاكم الله فِيهِ الْفَرْع وَالزِّيَادَة، وَفِي كتابكُمْ الْبركَة والسعادة، وجوابكم أحرز فَوق السُّؤَال، ومجدكم أحسن المناب عَن نابية الحميد الْخلال، تغمده الله وإيانا برحمته الفسيحة المجال. وَنحن نقرر لديكم مَا عندنَا من الْحبّ [فِي مقامكم الْأَصِيل) والثنا على خلافتكم الْكَرِيمَة الْجُمْلَة وَالتَّفْصِيل، ونعترف بِمَا لسلفها من الْفضل العميم وَالْوَلَاء الْكَرِيم، ويسرنا تَجْدِيد الْعَهْد الْقَدِيم. والذمام الَّذِي مَا عَهده بالذميم، وخاطبناكم نشكر تحفيكم الَّذِي لَا يُنكر من مثلكُمْ، وَلَا يستندر من محلكم. وَإِن تشوفتم إِلَى أَحْوَال هَذَا الْقطر وَمن بِهِ من الْمُسلمين، بِمُقْتَضى الدّين المتين، وَالْفضل الْمُبين، فاعلموا أننا فِي هَذِه الْأَيَّام، [ندافع من الْعَدو] تيارا، ونكابر بحرا زخارا، ونتوقع الْأَمر إِلَّا أَن وقى الله خطوبا كبارًا، ونمد الْيَد إِلَى الله انتصارا، ونلجأ إِلَيْهِ اضطرارا، ونستمد دُعَاء الْمُسلمين بِكُل قطر، استمدادا بهَا واستظهارا، ونستشير من خواطر الفضلا مَا يخْفض أخطارا، ويغشى ريح روح الله طيبَة معطارا. فَإِن القومس الْأَعْظَم، قيوم دين النَّصْرَانِيَّة، الَّذِي يأمرها فتطيع، ومخالفته لَا تَسْتَطِيع، رمى هَذِه الْأمة [الغريبة] المنقطعة، مِنْهُم بجراد لَا يسد طريقها، وَلَا يُحْصى فريقها، الْتفت على أخي صَاحب قشتالة، وعزمها أَن تملك بدله، وتبلغه أمله، وَيكون

طور بواسطة نورين ميديا © 2015