شانه، وأغرينا الثَّنَاء بشيم مجدكم فِي شَرحه لنا وَبَيَانه [لأوّل أَوْقَات إِمْكَانه] رَأينَا أَن لَا نكل ذَلِك إِلَى اليراع، ونفرد فِيهِ بِالْإِجْمَاع وَمَا يتعاطاه من منَّة الذِّرَاع، وَأَن نَشد بردء من المشافهة لذره، ونعضد بِمعين من اللِّسَان أمره، فعينا لذَلِك من يُفَسر مِنْهُ الْمُجْمل، ويمهد الْقَصْد المعمل، حَتَّى يجمع بَين أغراض الْبر، والعلن مِنْهُ والسر، وَيُقِيم شَتَّى الْأَدِلَّة على الوداد المستقر، ووجهنا بِهِ فِي غَرَض الرسَالَة إِلَيْكُم، واخترنا لشرحه بَين يديكم خطيب الْوُفُود، وبركة الْمَشَايِخ فِي هَذَا الْمقَام الْمَحْمُود، الشَّيْخ الْجَلِيل الْكَبِير الشهير، الصَّالح الْفَاضِل، أَبَا البركات ابْن الْحَاج، وصل الله حفظه، وأجزل من الْحَمد واللطف حَظه، وَهُوَ البطل الَّذِي يعلم الإجالة فِي الميدان، وَلَا يبصر بوظائف ذَلِك الشان. ومرادنا مِنْهُ أَن يطبل، ويطيب ويخيل فِي وصف محاسنكم اللِّسَان الرطيب، ويقرر مَا عندنَا لمقامكم من التَّشَيُّع الَّذِي قَامَ على الْحبّ المتوارث أساسه، واطرد حكمه وأنتج قِيَاسه، وليجعل تلو مقصد الهنا بمجلسكم الباهر السنا، الصَّارِف إِلَى حيّز الْجِهَاد فِي سَبِيل الله والغنا، وَجه التهمم والاعتنا، على الاناء، مَا تجدّد من الأنباء فِي جِهَاد الْأَعْدَاء، وَإِن كَانَ رَسُولكُم أعزه الله، قد شَارك فِي السرى وَالسير، ويمن الطير، فَلَا سرف فِي الْخَبَر. وَهُوَ أننا لما انصرفنا، عَن منازلة قرطبة نظرا للحشود الَّتِي نفدت معدات أزوادها، وشافت بنسيم الْقلَّة المستقلة مفارق بلادها، وإشفاقا لفساد أقواتها بِفَوَات أَوْقَاتهَا، رحلنا عَنْهَا، وَقد انطوينا من إعفا اكثر تِلْكَ الزروع، الهائلة الْفُرُوع، على هم قوص، وأسف للمضاجع مغص، إِذْ كَانَ عاذل الْمَطَر، يكف أَلْسِنَة النَّار، عَن الْمُبَالغَة فِي التهامها، وحلاق هامها، ونفض أغوارها، ونهاب سوارها، وإذاعة أسرارها، وَهِي البحور المتلاطمة، إِذْ حطمتها الرِّيَاح اللاطمة، واللجج الزاخرة الهاملة، إِذْ حركتها الشواني الجائلة،