الأهوا من بعد الِاخْتِلَاف، الَّذِي لَا معول إِلَّا على فَضله الْكَاف، ووعده الواف، وَالصَّلَاة على سيدنَا ومولانا مُحَمَّد، رَسُوله الْمُخْتَار من لباب هَاشم بن عبد منَاف، الْآتِي بِالْآيَاتِ الْبَينَات، والبرهان الشاف، وَالرِّضَا عَن آله وَصَحبه الْكِرَام البررة الْأَشْرَاف، المتصفين من طَاعَة الله وطاعته بِأَحْسَن الْخلال وَأكْرم الْأَوْصَاف، وَالدُّعَاء لمقامكم الأسمى، بِسَعْد يُغني عَن الإيجاف، وَنصر على أعدائه تفنى بِهِ الْآحَاد عَن الآلاف. من حَمْرَاء غرناطة حرسها الله، وَلَا زَائِد بِفضل الله سُبْحَانَهُ، ثمَّ بنية مقامكم، أَعلَى الله سُلْطَانه، ووالى لَدَيْهِ إنعامه وإحسانه، إِلَّا مَا جرت بِهِ العوائد من صلَة نعم الله بعد الافتقار، وإدالة الْيُسْر من الْإِعْسَار، عرفنَا الله وَإِيَّاكُم عوارف إحسانه المدرار، وَكَانَ لنا وَلكم حَيْثُ لَا يكون لأنفسنا من مَوَاطِن الشدائد والاضطرار، وجنابكم عندنَا عَظِيم الْمِقْدَار، كريم المآثر والْآثَار. نصل الدُّعَاء لَهُ، بإلإعلا على دين الله والإظهار، ونلازم التَّشَيُّع فِيهِ على بعد الدَّار، ونثني على فضائله الَّتِي ثبتَتْ حسناتها فِي صَحَائِف اللَّيْل وَالنَّهَار. من ذَلِك مُجمل يضيق عَنْهَا نطاق الْأَخْبَار، [ويعجز عَن استيفائها إنْشَاء الرسائل وخلال الأسطار، فنكلها إِلَى الْعَالم بخفيات الْأَسْرَار] ، وَإِلَى هَذَا، أيد الله سلطانكم، ونصركم على أعدائه وأعانكم، فَإنَّا كتبناه إِلَيْكُم مَعَ أرسالكم لنا يبين إِلَيْكُم، وصل الله كرامتهم، وسنى سلامتهم، بِمَا عَلَيْهِ الْأَحْوَال بِهَذَا الأرجاء، وَبِمَا نَحن نرومه من عقد المهادنة بَيْننَا وَبَين الْأَعْدَاء، وَبِمَا كتبنَا بِهِ فِي شَأْن الجفن الَّذِي اسْتَقر لكم فِي ملك قشتالة، بِحكم الْقدر الحتم والقضا، وأننا أمسكنا رَسُولكُم الشَّيْخ الْفَقِيه الْفَاضِل أَبَا الْعَبَّاس الْحصار، أعزه الله، بخلال مَا يعود جَوَاب الطاغية بِمَا كتبناه فِي ذَلِك الجفن إِلَيْهِ، وعرضنا فِي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015