على سيدنَا ومولانا مُحَمَّد خَاتم رسله الْكِرَام وأنبيائه، الْهَادِي إِلَى سَبِيل الرشد وسوائه، مطلع نور الْحق يجلو ظلم الشَّك بضيائه. وَالرِّضَا عَن آله وَأَصْحَابه وأصهاره وأحزابه وخلفائه السائرين فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة تَحت لوائه، الباذلين نُفُوسهم فِي إِظْهَار دينه القويم وإعلائه، والدعا لمقامكم بتيسير أمله من فضل الله سُبْحَانَهُ ورجائه، واختصاصه بأوفر الحظوظ من اعتنائه. فَإنَّا كتبناه إِلَيْكُم، كتبكم الله فِيمَن ارتضى قَوْله وَعَمله من أوليائه، وعرفكم عوارف السَّعَادَة الْمُعَادَة فِي نِهَايَة كل أَمر وابتدائه.

من حَمْرَاء غرناطة حرسها الله، وَلَا زَائِد بِفضل الله سُبْحَانَهُ، ثمَّ ببركة سيدنَا ومولانا مُحَمَّد رَسُوله الْكَرِيم الَّذِي أوضح برهانه، وَعظم أمره وَرفع شَأْنه، ثمَّ بِمَا عندنَا من الود الْكَرِيم، وتجديد الْعَهْد الْقَدِيم لمقامكم، أَعلَى الله سُلْطَانه، إِلَّا الْخَيْر الهامي السَّحَاب، واليسر الْمُبين الْأَسْبَاب، واليمن المفتح الْأَبْوَاب، والسعد الْجَدِيد الأثواب، ومقامكم مُعْتَمد بترفيع الجناب، متعهد بالود الْخَالِص والاعتقاد اللّبَاب، مَعْلُوم مَاله من فضل الدّين وأصالة الأحساب. وَإِلَى هَذَا وصل الله لكم سَعْدا مديد الْأَطْنَاب، ثاقب الشهَاب، وأطلع عَلَيْكُم وُجُوه البشائر سافرة النقاب. فَإِنَّهُ قد كَانَ بَلغَكُمْ مَا آلت الْحَال إِلَيْهِ بطاغية قشتالة، الَّذِي كلب على هَذِه الأقطار، الغريبة من وَرَاء الْبحار، وَمَا سامها من الإرهاق والأضرار وَأَنه جرى فِي ميدان الْإِمْلَاء والأغترار، ومحص الْمُسلمين على يَدَيْهِ بالوقائع الْعَظِيمَة الْكِبَار، وَأَنه نكث الْعَهْد الَّذِي عقده، وَحل الْمِيثَاق الَّذِي أكده، وَحمله الطمع الفاضح على أَن أجلب على بِلَاد الْمُسلمين بخيله وَرجله، ودهمها بتيار سيله وَقطع ليله، وأمل أَن يستولي على جبل الْفَتْح، الَّذِي مِنْهُ بَدَأَ فتحهَا،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015