من حَمْرَاء غرناطة حرسها الله، وَنعم الله تتوافر لدينا دفعا ونفعا، وألطافه نتعرفها وترا وشفعا، ومقامكم الابوى، هُوَ الْمُسْتَند الأوفى، والمورد الَّذِي ترده آمال الْإِسْلَام، وتهدي إِلَيْهِ أفئدتهم، فتجد مَا تهوى، ومثابتكم الْعدة الَّتِي تأسست مبانيها على الْبر وَالتَّقوى. وَإِلَى هَذَا وصل الله سعدكم، وَأبقى مجدكم، فإننا لما نعلم من مساهمة مجدكم، الَّتِي يقتضيها كرم الطباع، وطباع الْكَرم، وَتَدْعُو إِلَيْهَا ذمم الرَّاعِي، ورعي الذمم، نعرفكم بعد الدُّعَاء لملككم بدفاع الله عَن حوباته، وإمتاع الله الْمُسلمين بِبَقَائِهِ، بِمَا كَانَ من وَفَاة مَوْلَانَا الْوَالِد، نَفعه الله بِالشَّهَادَةِ الَّتِي ألبست حلتها، والسعادة الَّتِي فِي أَعماله الزكية كتبهَا. والدرجة الْعَالِيَة الَّتِي خَتمهَا لَهُ وأوجبها، وَبِمَا تصير إِلَيْنَا من أمره، وَضم بِنَا من نشره وسدل على من خَلفه من ستره، وَإِنَّهَا لعبرة لمن ألْقى السّمع، وموعظة تهز الْجمع، وَترسل الدمع، وحادثة أجمل الله فِيهَا الدّفع، وَشرح مجملها، وَإِن أخرس اللِّسَان هولها، وَأسلم الْعبارَة قوتها وحولها، أَنه رَضِي الله عَنهُ لما برز الْإِقَامَة سنة هَذَا الْعِيد مستشعرا شعار كلمة التَّوْحِيد، مظْهرا سمة الخضوع للْمولى، الَّذِي تخضع بَين يَدَيْهِ رِقَاب العبيد، آمنا بَين قومه وَأَهله، متسربلا فِي حلل نعم الله وفضله، قرير الْعين بإكمال عزه، واجتماع شَمله، قد احترس بأقصى استطاعته، وَاسْتظْهر بخلصان طَاعَته، وَالْأَجَل الْمَكْتُوب قد حضر، والإرادة الإلهية قد أنجزت الْقَضَاء وَالْقدر، وَسجد بعد الرَّكْعَة الثَّانِيَة من صلَاته، أَتَاهُ أَمر الله لميقاته على حِين الشَّبَاب غض جلبابه، وَالسِّلَاح زاخر عبابه، وَالدّين بِهَذَا الْقطر، قد أينع بالأمن جنابه، وَأمر من يَقُول للشَّيْء كن فَيكون، قد بلغ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015