مقَام مَحل أخينا الَّذِي إِن وهب احتفل، وَإِن اعْتمد فِي الله كفى وكفل. فجلاله فِي حلل المكارم قد رفل، وشهاب سعده من بعد الشرون مَا أفل. السُّلْطَان الكذا، ابْن السُّلْطَان الكذا. أبقاه الله، ومبراته فروض مُؤَدَّاة، وسيوفه [هندية، وعطاياه] هنيدات، وَلَا زَالَ ينجز مِنْهُ بالنصر على أَعدَاء الله عدات، ويصرخ دينه مِنْهُ، جنود مجندات. مُعظم قدره، وملتزم بره، المطنب فِي حَمده وشكره فلَان. سَلام كريم بر عميم، يخص مقامكم الْأَعْلَى وَرَحْمَة الله وَبَرَكَاته.
أما بعد حمد الله، مطرز صَحَائِف الْأَعْمَال بالرسائل الْبرة، ومروض رياض الآمال بسحائب النعم الثرة، الَّذِي وضع عدله فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة قسطا من الجزا، فَلَا يضيع مِثْقَال ذرة، [وَلَا أقل من مِثْقَال ذرة] معود هَذِه الجزيرة من أوليائه الْكِرَام السِّيرَة، من يتعاهدها بالإرفاد والإمداد فِي الْقَدِيم والْحَدِيث، الْمرة بعد الْمرة، ويعاملها برعى الْمصلحَة ودرء الْمضرَّة، فثغورها تبتسم عَن الثغور المفترة، وتحيل عَلَيْهَا ريح الأنبا السارة رَاح المسرة. وَالصَّلَاة وَالسَّلَام على سيدنَا ومولانا مُحَمَّد رَسُوله، مُؤَمل الْأَنْفس العائذة، وملجأ الأكف المضطرة، الدي بالتواصل فِي ذَاته نستجلي سَعَادَة الْحَال وَالْمَال رائقة الْغرَّة، ونقتبل وُجُوه الْعِنَايَة الإلهية متألقة الأسرة. وَالرِّضَا عَن آله وَأَصْحَابه أولى السجايا الْكَرِيمَة، والفضائل العميمة، والنفوس الْحرَّة، وَالدُّعَاء لمقامكم الأسمى بالسعادة الدائمة المستمرة، والنصر الَّذِي يمْضِي نصله فِي عَدو الله أَيدي الْقُدْرَة، ولازال عز ملككم يوالي سَبِيل الْجِهَاد والرباط وَالْحج وَالْعمْرَة، ويوضح خطيه فِي خطّ الدفاع عَن الدّين أشكال النُّصْرَة، وقتضي لغريم الْإِسْلَام دين مَا وعد الله من الكره. فَإنَّا كتبناه إِلَيْكُم، كتب الله لكم من حظوظ السعد أوفرها، وأقطعكم من جَوَانِب الصنع أينعها وأنضرها، وَتَوَلَّى صنائعكم الجميلة، بشكرها. من حَمْرَاء غرناطة