وَمن ذَلِك جَوَاب على هَدِيَّة بعث بهَا سُلْطَان الْمغرب أَمِير الْمُسلمين أَبُو عنان رَحْمَة الله عَلَيْهِ وَلم يصل كتاب مَعَ الْهَدِيَّة
الْمقَام الَّذِي يهب الْجِيَاد عرابا، ويرسلها أسرابا، ويصل للأمداد أَسبَاب، ويقدح الْعَزْم شهابا. مقَام مَحل أخينا الَّذِي نؤمل مِنْهُ ظهيرا مدافعا، ونصيرا لأعلام الْملَّة رَافعا، ونستوكف من غمام عزماته السامية القتام ريا نَافِعًا السُّلْطَان الكذا، أبقاه الله وهباته جزيلة، ومقاصده فِي الْإِسْلَام جميلَة، ومظاهرته بِكُل أمل كفيلة. مُعظم قدره الْكَبِير، الْمثنى على فَضله الشهير، ومجده الْأَثِير، الْأَمِير عبد الله فلَان. سَلام كريم يَجعله الْبَدْر تاجا فَوق جَبينه، وَيحمل مِنْهُ الْفَخر الصَّادِق لوا بِيَمِينِهِ، يخص مقامكم الْأَعْلَى وَرَحْمَة الله وَبَرَكَاته.
أما بعد حمد الله فاتح أَبْوَاب السَّعَادَة لمن تمسك بِسَبَب طَاعَته، وموضح أَسبَاب نجح الإدارة ونيل الْإِرَادَة لمن أفرده بمقام رغبته وضراعته، جَاعل التواصل فِي ذَاته علاجا يكفل بصلاح الْأَحْوَال من حِينه وساعنه. وَالصَّلَاة على سيدنَا ومولانا مُحَمَّد رَسُوله، ضَامِن حسن الْمَآل، وعقبي الظفر بالآمال، لمن تعلق بسنته وجماعته، وَعقد بجاهه المكين أكف طَاعَته، صَاحب الْحَوْض المورود، واللواء الْمَعْقُود، المجير بوسيلته، المنقذ بِشَفَاعَتِهِ. وَالرِّضَا عَن آله وَأَصْحَابه، وأحبابه وأحزابه، الَّذين أنفوا لدينِهِ الْحق من إهماله وإضاعته