خصكم الله بالأثرة الأثيرة، ونصركم فِي المواطن الْكَثِيرَة، فَإِنَّكُم إِنَّمَا تعاملون من لَا يضيع عمل عَامل، وَلَا يخيب لَدَيْهِ أمل آمل. وَالله تَعَالَى يقدم الْخيرَة بَين يديكم، ويتمم نعْمَته عَلَيْكُم، ويجزل عوارف الْمَوَاهِب لديكم بمنه وفضله. وَاعْلَمُوا، وصل الله لكم سَعَادَة مُتَّصِلَة الْأَسْبَاب، ووقاية سابغة الأذيال ضافية الأثواب، أَنه حضر بَين أَيْدِينَا خديمكم الشَّيْخ الْأَجَل الْأَعَز المرفع أَبُو فلَان، كتب الله سَلَامَته، ووالى كرامته، فألقينا إِلَيْهِ من شكر مقامكم الْكَرِيم، مَا لزم وَوَجَب، وجلونا مِنْهُ بعض مَا تستر بِالْعَجزِ عَن إِدْرَاكه واحتجب، فلمجدكم أبقاه الله الْفضل فِي الإصغاء لما يلقيه، وَالْقَبُول على مَا من ذَلِك يوديه، وَالله سُبْحَانَهُ يصل لكم عوارف آلائه، ويحملكم من مرضاته على مَا يُضَاعف لديكم مواهب نعمايه، ويحقق الظنون فِيكُم من الدفاع عَن دينه، وَجِهَاد أعدائه، وَالْقِيَام بسنن الجلة من خلفائه، وَهُوَ جلّ وَعلا يحفظكم فِي كل الْأَحْوَال، ويسدل عَلَيْكُم عصمته الوارفة الظلال. وَالسَّلَام الْكَرِيم يخص مقامكم الْأَعْلَى، وأخوتكم الفضلى، وَرَحْمَة الله وَبَرَكَاته. وَكتب فِي كَذَا من التَّارِيخ، عرفنَا الله خَيره.
وَمن ذَلِك مَا كتبت بِهِ للسُّلْطَان أبي عنان الْمَذْكُور رَحمَه الله، وَقد وَجه إِلَى بَابه سُلْطَان الأندلس أَمِير الْمُسلمين أَبُو الْحجَّاج ابْن نصر رَحْمَة الله عَلَيْهِ، هَدِيَّة تشْتَمل على فره من البغال وَغير ذَلِك. وَهَذَا الْكتاب فقره على حُرُوف المعجم
الْمقَام الَّذِي طيب الأفواه ثَنَاؤُهُ، وطرزت صحف الْحَمد أنباؤه، وزينت