فطريق
هذا العبد إلى دار السلام، ليس له وراء هذا مسلك. وأما الذي راض نفسه وأدبها، ومنعها اللذات والشهوات، حتى طهر قلبه، واستوجب القربة بطهارة قلبه، وآثر الفرح بالله على الفرح بما أورده الهوى على نفسه من أفراح الدنيا، فتح الله عز وجل له طريقاً إليه، فسار سيراً لم يلتفت إلى دار السلام، لأنه لما أخذ في الرياضة أخذه بصدق، فلم يقف في الطريق على شيء مفروح به، ولو كان أسنى عمل من الأعمال، لأنه إذا توقى الفرح بلذات الدنيا وشهواتها، أمد القلب بالنور، وهان عليه رفض الشهوات، حتى إذا انكمش في أعمال البر، فرح القلب بتلك الأعمال، فينبغي له أن يتوقى تلك الأفراح أيضاً، وينتقل من عمل إلى عمل، ليقطع عن النفس فرحها بذلك العمل، لأنها إذا فرحت بعمل من أعمال البر، اطمأنت إلى ذلك العمل، فإذا اطمأنت إلى شيء دون الله عز وجل، فقد سيره إليه، ووقف على ذلك العمل، فاقتضى منه صدق ذلك العمل، فلم يوجد عنده صدقة، لأن النفس تأخذ بحظها من ذلك العمل، وهو أن تجد حلاوة حب الثناء والمدحة لذلك العمل،