رياض النفوس (صفحة 99)

«طبرقة» فعجب الناس من خلقها، وكانت الأترجة، تجري فيما بين عجيزتها وأكتافها.

ثم إن الروم والبربر تحزّبوا بعد ذلك، واجتمعوا على قتال حسان وقاتلوه، فهزمهم الله تعالى، فخافوه، فاستأمنوا إليه، فلم يقبل أمانهم حتى أعطوه - من جميع قبائلهم - اثني عشر ألف فارس يكونون مع العرب مجاهدين، فأجابوه وأسلموا [على يديه]، فعقد لولدي الكاهنة - بعد إسلامهما - لكل واحد منهما على ستة آلاف فارس من البربر، وأخرجهم مع العرب يفتحون إفريقية ويقتلون الروم ومن كفر من البربر، فمن ذلك صارت الخطط للبربر بإفريقية، فكان يقسم الفيء بينهم والأرض وحسنت طاعتهم فدانت له إفريقية ودوّن الدواوين.

ثم قدم «القيروان» فأمر بتجديد بناء «المسجد الجامع»، فبناه بناء حسنا، وجدده في شهر رمضان سنة أربع وثمانين.

ثم رحل يريد «قرطاجنة» فانتهى إلى طنبذة، فوجه «أبا صالح» مولاه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015