رياض النفوس (صفحة 98)

إني مقتولة وأرى رأسي تركض به الدواب مقطوعا تمضي به إلى المشرق من حيث تطلع الشمس، وأراه موضوعا بين يدي الملك - ملك العرب الأعظم - الذي بعث إلينا بهذا الرجل، فقال لها خالد بن يزيد وولداها: فإذا كان الأمر هكذا عندك، فارحلي [وخلّي] له البلاد»، فقالت له: «وكيف [أفرّ]، وأنا ملكة من الملوك، والملوك لا تفر من الموت، فأقلد قومي عارا إلى آخر الدهر» قالوا لها: «أفلا تخافين على قومك؟ » فقالت: «إذا أنا مت فلا أبقى الله أحدا منهم في الدنيا ... » فقال لها خالد بن يزيد وولداها: «فما نحن صانعون؟ » فقالت: «أما أنت يا خالد فستنال ملكا عظيما عند الملك الأعظم، وأما أولادي فسيدركون ملكا بإفريقية مع هذا الملك الذي يقتلني» ثم قالت لهم: «اركبوا واستأمنوا إليه» فركب خالد بن يزيد وولداها في الليل وتوجهوا إلى حسان.

فلما أصبح حسان زحف إليها، وأقبلت الكاهنة زاحفة إليه، فلقيت [أعنّة] الخيل خالدا وولديها فسلّموا عليهم، ومضوا بهم إلى حسان، فدخل خالد بن يزيد على حسان وأخبره بما قالت الكاهنة، وأنها وجهت إليه بولديها، فأمر بهما حسان، فأدخلهما في عسكره، ووكل بهما أقواما. وقدم خالد بن يزيد على أعنّة الخيل، فالتقى القوم، ووضعوا السلاح بعضهم على بعض، وصبروا حتى ظن القوم من المسلمين أنه الفناء، فانهزمت الكاهنة وقتلت عند بئر فسماه المسلمون «بئر الكاهنة» فنزل حسان على الموضع الذي قتلت فيه. ويقال إنها قتلت عند

طور بواسطة نورين ميديا © 2015