رياض النفوس (صفحة 976)

ركن المسجد، إذا بالصبي قد أقبل وهو يقول: يا عمّ انظر والله ما معي سكين. فقال: مالك يا بني؟ فقال: لمّا عطف بي الركن خرج إليه رجل وبيده خطر، فضربه به الرأس فصرعه وها هو ميت، فقال له:

انصرف، فقد عافاك الله عزّ وجلّ.

ولما وصل أبو يزيد إلى القيروان، وقد هجم أصحابه في أبوابها، وعاث عسكره في البلد، وانتهب وأفسد، [قال]: فحملنا أبا محمد [ابن] فطيس على أيدينا ووقفنا به إلى أبي يزيد، وسلّمنا عليه، (فخاطبه أبو محمد) وقال له: أيها الأمير إني إذا ذكرت الآية التي في سورة محمد صلّى الله عليه وسلم تذكرتك، فقال [أبو يزيد]: وما هذه الآية؟ قال: قول الله تبارك وتعالى {إِنْ تَنْصُرُوا اللهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدامَكُمْ وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْساً لَهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمالَهُمْ} فقال له أبو يزيد: هذا جزاء وشرط. وقد قال الله عزّ وجلّ في كتابه العزيز [ما] هو آكد من ذلك [وهو] قوله تعالى {وَلَيَنْصُرَنَّ اللهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ} فقال له أبو محمد: إن العسكر هجم القيروان.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015