رياض النفوس (صفحة 970)

حول ولا قوة إلاّ بالله، وأقبل / وهو يريد السير إلى ناحيتهما، فتركها الرجل وهرب، فأقبلت المرأة إلى أبي ميسرة، فضربت بيدها على أطواقه وصاحت بأعلى صوتها: معاشر المسلمين: هذا الرجل راودني عن نفسي. وأبو ميسرة ساكت، فلما رأت ما هو فيه من قلة المقدرة، تركته وقالت له: إياك أن تغيّر المنكر إلاّ ومعك غيرك (قال) فانصرف أبو ميسرة وهو يقول: بين مصدق ومكذب، (بين مصدق ومكذب)، وأقبل وهو يكرر هذا الكلام حتى انتهى إلى منزله.

قال أبو بكر أحمد بن سفيان الداودي: أتيت أبا ميسرة فدخلت عليه وسألته عن حاله، وكان ضعيف البصر، وكنت حدثا ليس لي لحية، فقال لي: ما معك أحد؟ فقلت: لا، فقال لي: قم فاخرج فإذا جاء أصحابك دخلت معهم.

قال ابن الخلاف: وأتت إليه امرأة تسأله عن شيء، فقال لها: يا هذه ارفعي صوتك، فقيل له في ذلك، فقال: خفت أن تمرض لي كلامها.

وقال له رجل: ادع الله تعالى أن يكفيني الهمّ كلّه، فقال له: أما ما دمت في الدنيا. أي لا بد فيها من الهمّ.

وشكا إليه رجل أنه لا يقوم الليل، فقال له: إذا استيقظت فتوضأ وصلّ ركعتين، فإذا / نودي يوم القيامة: أين قوّام الليل؟ قمت معهم بتلك الركعتين.

قال أبو الحسن بن الخلاف - رضي الله عنه - لقد أعجبني هذا من قول

طور بواسطة نورين ميديا © 2015