رياض النفوس (صفحة 946)

وقيل لأبي الحسن بن الخلاف: ما الذي عاق أبا ميسرة عمّا فعل أصحابه؟ قال: ذهاب بصره، ولكنه قد أخرج محمدا ابنه وقال: أدخلني الله تعالى في شفاعة أسود رمى على هؤلاء القوم حجرا - وشهق الشيخ أبو الحسن بالبكاء - فقيل لأبي الحسن: إن أبا سعيد بن أخي هشام لم يخرج؟ فقال: قد شهر أبو سعيد السيف وحمله على عاتقه مصلتا، وهذا غاية في أنه يقول [بقول] الشيوخ في الخروج عليهم، فقال له بعض من حضر:

كان أبو سعيد يذكر أن الجبن منعه من حضور الحرب.

ويذكر أن أبا الفضل الممّسي تكلم في أمر الجهاد للمشارقة مع الشيوخ، وكان من بعض خطابه أن قال لهم: إن كنتم تعزمون عزيمة رجل واحد وتجتهدون في هذا الأمر فإنّي لا أضن بنفسي عنكم. فقال له أبو إسحاق السبائي: جازاك الله يا أبا الفضل عن الإسلام (وأهله) خيرا، أي والله نشمّر ونجدّ في قتال اللّعين المبدّل للدين، فلعلّ الله أن يكفّر عنّا بجهادنا تفريطنا وتقصيرنا عمّا يجب علينا من جهادهم، فكلّمهم أبو الفضل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015