بها لأنها [من] خبر السلطان.
وقال شيخ ثقة: ركبنا من مدينة السلطان فجرينا أياما نريد إلى مصر ومعنا أخ لربيع اسمه سعيد - فانفتح لنا اللوح فرجعنا إلى قبودية وفرغنا بعض الشحنة أو الشحنة كلها. ثم أصلحنا المركب، وضعفت قلوبنا، وأردنا أن ندع المركب وكراءه ونركب في غيره لما رأيناه يرقع، فبتنا مغمومين ونحن ننازع أنفسنا على الخروج منه، حتى جاء كتاب ربيع - رضي الله عنه وأرضاه - إلى سعيد أخيه: إنه بلغني أن قلوبكم ضعفت لما نالكم من انفتاح المركب وأراد بعضكم الخروج منه / فلا تخرجوا منه ولا تضعف قلوبكم فإن المركب يصل سالما بكل ما معه من الشحنة ولولا [شيء] لأخبرتكم من أين قلت. ففرحنا وتقوّت قلوبنا، وقال صاحب المركب: يصل - والله - مركبي سالما لأن ربيعا لم يتكلم بهذا إلاّ من موضع لم يتداخله فيه شك لصحته.
فلمّا وصل المركب تكلّم الناس وقالوا: رؤيا رآها فصدقت رؤياه، وجال هذا على ألسنة الناس في ذلك الزمان وكثر الكلام فيما بينهم، فسألوني أن أسأله عن هذا، فقلت له: يا أخي إن الناس قالوا عنك إنك تكلّمت في هذه الثلاثة أشياء عن رؤيا رأيتها في النوم فصدّقت رؤياك، فنظر إليّ شزرا كالمستحمق وقال لي: وهذا موضع رؤيا أو منام؟ والله ما قلته عن رؤيا ولا