أصواتهم ثم خرجوا واعترضوا عند الجامع وفي السّماط وعلى / كثير منهم المصبّغات وابن القصطلية المغبّر يقرأ {ما كانَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُمْ مِنَ الْأَعْرابِ أَنْ يَتَخَلَّفُوا عَنْ رَسُولِ اللهِ وَلا يَرْغَبُوا بِأَنْفُسِهِمْ عَنْ نَفْسِهِ} الآية:
قال: ثم تمادى الشيوخ بأجمعهم إلى باب أبي الربيع فضربوا أخبيتهم عند اليهودية ثم خرجوا ... ولما حاصروا المهدية سمع الناس على أبي العرب - رضي الله عنه - في الموضع كتابي الإمامة لمحمد بن سحنون - رضي الله عنهم - فقال أبو العرب عند ذلك: كتبت بيدي هذه ثلاثة آلاف كتاب وخمسمائة كتاب فو الله الذي لا إله إلاّ هو لقراءة هذين الكتابين عليّ في هذا الموضع أفضل عندي من جميع ما كتبت.
وكان - رحمه الله تعالى - يصنع الشعر ويجيده، فمن [ذلك] قوله:
إذا انقطع الصديق لغير عذر ... فزاد الله خلّته انقطاعا