رياض النفوس (صفحة 914)

رجل يوما بجواري: لا تتزيّ بهذا الزي فليس هو زي طلبة العلم وأهله، ورفق بي فرجعت إلى أمي، فقلت [لها] نلبس / الرداء وثيابا تشاكل لباس أهل العلم والتجار، فأبت عليّ من ذلك [و] قالت: إنما تكون مثل آبائك وأعمامك، قال أبو العرب: فاحتلت حتى اشتريت ثيابا وجعلتها عند صباغ في باب أبي الربيع، فكنت إذا أتيت من القصر القديم أتيت بذلك الزي الذي تحبّه أمي ووالدي، فإذا وصلت إلى باب أبي الربيع ودخلت حانوت الصبّاغ خلعتها ولبست الأخر المرفوعة عنده، ومضيت إلى دار [يحيى بن] محمد ابن السلام، فإذا انصرفت من عنده ووصلت (إلى) حانوت الصبّاغ رفعتها ولبست الثياب التي جئت بها، ثم قال لي رجل من أصحابي: أراك تلازم هذا المجلس وتسمع فيه العلم ولا تكتب شيئا مما تسمع بيدك يكون عندك، ما هذا حقيقة طلب العلم؟ فقلت له: والدي رغبا عن هذا وعن المعونة عليه وما مكّناني من شيء أشتري به الرق. فقال لي: أنا أعطيك جلدا تكتبه لنفسك وتكتب لي جلدا عوضا منه، فرضيت له بذلك، فكنت أكتب لنفسي ما شئت / وأكتب له في جلوده ما يحب حتى يسّر الله عزّ وجلّ لي ما اشتريت به

طور بواسطة نورين ميديا © 2015