رياض النفوس (صفحة 906)

فلان لو كنت معنا لنلت ما نلنا ولكنّك تقول: ماذا؟ سلمت منه؟ كدت أقتل ويبقى أولادي يتامى.

قال محمد بن أبي الفضل الممّسي: كان أبي - رحمه الله تعالى - لا يدخل مرحاضه أحد غيره، وكانت فيه آنيته وجميع ما يحتاج إليه، وكان مدوّرا ومفتاحه معه، فيوم قتل في الوادي المالح - رحمه الله - سقطت آنيته التي يتوضأ فيها فكسرت وكان لها وجبة / فقالت لي الوالدة: يا بني أعطانا الله تعالى خير هذا، كسرت آنية والدك، فكان ذلك في الساعة التي استشهد فيها.

ولأبي محمد بن أبي زيد الفقيه مرثية مطوّلة يرثي بها أبا الفضل الممّسي يقول في بعضها:

يا ناصرا للدين قمت مسارعا ... وبذلت نفسك مخلصا ومريدا

وذببت عن دين الإله مجاهدا ... وابتعت بيعا رابحا محمودا

عهدي به بين الأسنة لم يكن ... لله عند لقا العدوّ كمودا

حتى تخيّره الجليل لداره ... وأناله حورا بها وخلودا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015