رياض النفوس (صفحة 897)

نعم، ويا أيها المقبور في جدث ... ومن تبدّل من أثوابه كفنا

بدّلت من هذه الدنيا وعيشتها ... بجنّة الخلد لا تلقى بها المحنا

على الأرائك في ملك على فرش ... مع قاصرات بدار الخلد قد أمنا

واجمعه يا رب مع قوم أحبّهم ... حبّا لوجهك لم يطلب له ثمنا

وذكر أبو الحسن علي بن عبد الله القطان قال: اقتسم قوم من أهل سوقنا قطنا في حانوتي، فبقي منه مما تطاير شيء لصق بالأرض وأطراف الحصير، فجئت أبا بكر فسألته عن ذلك، فنهرني ولم يجبني كأنه احتقر أن يكون هذا / السؤال لمن كان في مثل سني من الشبيبة، فلما رأيته أبى أن يجيبني ولم يرض نفسي ولا أجابني غلبتني الدموع، فبكيت بحضرته بكاء غلبة، فلما رأى ذلك أجابني بأن قال: تصدّق به بإذن أصحابه، وكانوا جماعة.

قال: ثم قال لي: أحسنت، حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وزنوا أنفسكم قبل أن توزنوا، وتجهّزوا للعرض على الله عزّ وجلّ بالأعمال، أما رأيت العساكر إذا عرضت كيف يلبس بعضهم الديباج وبعضهم الحرير وغير ذلك، وهؤلاء [الذين] يكنسون الأزبال من الزقاق ويلقطون منه ما وجدوا فيه لا يحضرون العرض إنما عليهم الأخلاق وثمّ من ليست (عليه) أخلاق ولا يجدها.

قال أبو بكر محمد (بن محمد) بن ادريس عن أبيه قال: كنت جالسا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015