رياض النفوس (صفحة 849)

على ما فضّلتني! وهديتني بنور الهدى ورحمتني. فافزع إلى الله بالسّهر الطويل في فكاك رقبتك، وانقطع إليه بكل رغبتك، وابذل في طلب رضاه وما عنده طاقتك، وابك إذا خلوت على ذنبك، واعلم أن الصلاة ترحّل الأبدان إلى الآخرة [والأعمال] تنزلها منازلها، والبكاء من رهبة الله تعالى يؤمنك من سخطه إن شاء الله تعالى، فقل (وأنت حزين).

ألا يا عين ويحك فاسعديني ... بسكب الدمع في ظلم الليالي

لعلك في القيامة أن تفوزي ... بخير الفوز في تلك العلالي

وقال:

إذا قمت في اللّيل فقل: قمنا لك ونحن متعرضون لجودك [ونوالك] فكم من ذي جرم عظيم / صفحت له عن جرمه، وكم ذي كرب عظيم قد فرّجت له عن كربه، فو عزّتك ما دعانا إلى مسألتك - بعد الذي انطوينا عليه من معصيتك - إلاّ الذي عرفناه من جودك وكرمك، فأنت المؤمل لكل خير، والمرجو عند كل نائبة ولو قيل لي: ما تريد؟ لقلت: رضى ربي يحلّه عليّ ومنية سريعة وميتة طيّبة. وأفضل العبادة أن تنام أول الليل وتقوم آخره كما كان يفعل صلّى الله عليه وسلم، فازرع في جسدك طول التهجد، واسق [زرعك] دموع

طور بواسطة نورين ميديا © 2015