رياض النفوس (صفحة 833)

فقال له: وكيف ذلك؟ فقال: هو بالأمس في أحسن ما مرّ به حتى ضربته حية، فهو في النزع إلى البارحة، (فلما كانت البارحة) مات. فقال له:

أيّ وقت ضربته الحية بالأمس؟ فوصف له الوقت (فإذا هو الوقت) الذي مضى هو فيه إلى أبي جعفر ودعا له فيه.

وذكر بعض أهل العلم: أنّ رجلا من أهل سوسة نقم / عليه عبيد الله في أمر بلغه عنه من البغضة لهم والنكير عليهم، فرفعوه من سوسة إلى مدينة عبيد الله وسجنوه في دار البحر، وكان أبو جعفر ممّن يعرفه، فأتى أهله إلى أبي جعفر [القمودي] فعرّفوه، فقال لهم: يكف المؤونة إن شاء الله تعالى ويخلص. فهم في الغد جلوس حتى أتاهم الرجل المعقول فقيل له:

كيف كان سبب خلاصك؟ فقال: كنت في العقلة حتى بعث السلطان ورائي ليلا، فقال: أنت فلان بن فلان؟ فقلت: نعم. فقال لي: اذهب إلى بلدك فإنه وقف بي هاتف فقال لي: اترك فلانا الساعة وإلاّ تهلك الآن، وقال لي: انصرف إلى موضعك الساعة، قال: فانصرفت إليكم.

وكان بسوسة رجل يقال له شبلون وكانت (له) والدة أقامت مقعدة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015