رياض النفوس (صفحة 812)

واحدة منهن منديل أخضر، فنزلت كلّ واحدة منهنّ على صاحبها من الشهداء فأخذت رأسه وجعلته في حجرها ومسحت من دمه بذلك المنديل ثم رفعته أو ارتفعت - قال أبو الحسن (أحدهما) - قال لنا مفرج: فلما نزلت صاحبتي لم تجدني ميتا فانصرفت مستخزية وهي تقول: وا شؤم بختي واعاري عند صواحباتي ثم انصرفت قال مفرّج: وكان ذلك منّي في اليقظة ولا أزال أبكي وا إخوتاه حتى ألحق بها.

قال أبو الحسن: فكان بعد ذلك غلب عليه / من الكدّ والزهد والاشتغال بالله عزّ وجلّ والدار الآخرة والأكل مما تنبت الأرض من بقولها ما الله عزّ وجلّ به عليم، فكان كلما قيل له: اقصر يا أبا عبد السلام فبدون هذا تدرك الجنان (قال) فيقول: ويحكم اعذروني ثم يقصّ (هذه القصة) عليهم ويبكي.

قال أبو الحسن: أقام كذلك نحوا من ستّ سنين ثم توفي على خير، فلحق بما أمل إن شاء الله تعالى.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015