رياض النفوس (صفحة 807)

فقلت له: يا سيدي يا أبا سعيد أخبرني أبو محمد البرقي أنه بشّر بالجنة، فقال لي:

يا أبا الربيع من كان يختم القرآن كلّ يوم ختمة والمصحف في حجره وهو صائم، فهل خلقت الجنة إلاّ لمثل هذا - رضي الله عنه وأرضاه -.

وفيها توفي:

211 - أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن [أبي] قشاش (*)

من أهل سفاقس. قال أبو عبد الله الخراط: كان أبو إسحاق فاضلا صالحا عابدا مجتهدا خاشعا متواضعا سخي النفس كثير الزيارة لإخوانه ولمن دونه في السن / والعلم والفضل.

وكان يعد الحلوى والدّهن والطيب للفطر والأضحى، فإذا كان يوم العيد ذهب به إلى «دار الجذماء» فطيّب به أهل البلاء وجعل ذلك بين أيديهم فلا يزال يطعم هذا وهذا حتى يعمّهم ثم يقسم بينهم الذي يبقى ويدهن رءوسهم ويعزّيهم ويصبّرهم ثم ينصرف إلى داره.

قال عبد الله: كان ممن علم وعمل، سمعت بعض شيوخنا يقول: بلغني أن عيسى بن مسكين كان يقول: الناس يطلبون علم الدنيا وابن أبي قشاش يطلب علم الآخرة.

قال ميسرة بن مسلم: كنّا نخرج مع أبي إسحاق في جماعة من أصحابه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015