قال أبو محمد عبد الله بن عامر الحداد: خرجنا معه إلى المنستير في رمضان، فلما كان ليلة سبع وعشرين رأيت في آخر الليل / كأنّ قائلا يقول لي:
ترقد يا هذا وأبو محمد الغيمي ختم الليلة خمس ختم، فانتبهت، فأتيته فأعلمته بالرؤيا، فتبسّم وقال: هو كذلك قرأت اللّيلة النصف الأخير عشر مرات: وهو الذي كان يحفظه.
قال أبو سليمان ربيع: حدثنا أبو محمد الكموني - وهو ممن أثق به - قال:
خرج أبو محمد الغيمي إلى تونس يشتري (بها) زيتا. فأقام بها شهرا أو أكثر ثم إني قدمت عليه لأحثه على المجيء، فأخبرني اخوان صاحبان ممّن كان معه في الفندق قالا: كنّا والله هاهنا مع أبي محمد، فكان إذا صلّى باللّيل يقف على رأسه قنديل من السماء يزهر لا معاليق له نراه بأعيننا. قال: فالتقيت مع أبي محمد فذكرت له الأخوين، فقال: ما بهما هما رجلان صالحان، فقلت له: كان من خبرهما لي عنك كذا وكذا، فسكت.