رياض النفوس (صفحة 793)

ألا ذهب الوفاء فلا وفاء ... وباد رجاله وبقى الغثاء

وأسلمني الزمان إلى رجال ... حياتهم وموتهم سواء

أخلاء إذا استغنيت عنهم ... وأعداء إذا نزل البلاء

وفيها توفي:

205 - أبو سوادة بن الفراء (*).

المتعبد بالمنستير.

وكانت وفاته بالقيروان. حضر جنازته خلق عظيم من (أهل) القيروان لم ير [مثل] ذلك الجمع على شيخ من أهل ذلك الوقت.

وكان سكناه بقصر ابن الجعد.

كان من فضلاء المؤمنين من أهل العبادة والتبتل والصيام والقيام رقيق القلب، غزير الدمعة، طويل الحزن. كان إذا قرأ القرآن يرتله ويبكي وينتحب فيبكي جميع من يسمعه، ولقد أقام ليلة كاملة يردّد سورة «الرحمن» ويبكي، فلما انتهى إلى قوله تعالى {يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيماهُمْ فَيُؤْخَذُ بِالنَّااصِي وَالْأَقْدامِ} اندفع في البكاء والانتحاب، فإذا سكن رجع إلى الآية فردّدها واندفع بالبكاء

طور بواسطة نورين ميديا © 2015