رياض النفوس (صفحة 783)

أحد ركنيه من الصف الأول فما أذن المؤذن الظهر حتى ختمت ختمة وافتتحت في سورة البقرة، فبينا أنا كذلك إذا برجل / قد دخل بيني وبين الصف الملاصق لي فأحرم فاستحفيت فعله وقلت: ما وجد هذا الرجل موضعا إلاّ هاهنا [قال] فأخذت نعلي وقمت [حتى أتيت الركن الذي] قبالته من الصف نفسه فأحرمت فما آن لي أن أحرم وإذا بالرجل قد أحرم إلى جانبي، قال:

فقلت: هذا عجب ثم أخذت فيما كنت فيه، فلما انقضت الصلاة عطف عليّ فقال: أتعرفني؟ قلت: لا. قال: أنا الخضر، قال: فاستبشرت به وسلّمت عليه ثم جعل يعظني ويوصيني بأشياء كان فيها: وعليك بخدمة الله في أرضه - يعني الصلاة - قال: ثم غاب عني فلم أره عشرين سنة، قال: فإني لجالس بعد عشرين سنة في الجانب الشرقي من الجامع إذ أقبل إليّ، فسلّم عليّ وسلمت عليه ثم جلس إليّ وجرت بيننا أحاديث، فقلت له: بعد عشرين سنة؟ فقال: إني خشيت عليك الفتنة. ثم جعل يحدثني حتى خرج أبو عبد الملك مروان بن نصرون المتعبد (من شق الجامع) يريد الخروج فقال لي:

هذا أبو عبد الملك وأنا أذهب إليه، فودّعني ثم قام، فأتبعته بصري حتى لقي أبا عبد الملك فسلّم عليه ثم مضى معه حتى خرجا جميعا من الجامع.

/ قال ابن قطانية: ثم لقيني بعد ذلك أبو عبد الملك مروان فسلّم عليّ وقال لي: يا ابن قطانية يسلّم عليك الخضر - عليه السلام - فيكون ردّك عليه كما رأيت، فقلت له: اعذرني فما علمت [انه الخضر].

طور بواسطة نورين ميديا © 2015