رياض النفوس (صفحة 780)

السماء. فوقع الصياح، فطلع عبيد [الله] على قصره فرأى نورا على خشبته أضاءت منه الأرض فأمر في الوقت من فتح باب المدينة وأنزله من خشبته ودفنه.

وقيل إنه لمّا أخرج من السجن ليقتل ضربه السجّان للوجه. فقال له:

قطع الله يديك ورجليك، فلمّا أتى به إلى الرملة قال لهم: لا تقتلوني إلاّ بالسيف يا عبدة الطاغوت، فضربه أسود بالرمح فقال له: فيك وفي بنيك، فقتل بالرماح، ونقب السجن تلك الليلة فخرج منه ثلاثة عشر رجلا، فلما أصبح الصبح قطعت يدا السجّان ورجلاه وأجاب الله تعالى دعوة الرجل الصالح.

وافتخر الذي قتله بقتله، فقام إليه إنسان منهم فضربه ضربة رمى بذراعه مع كتفه.

وفي رواية قال: رأيته في اليوم الذي خرج به للقتل وقد تغيّر لونه وعلاه خوف / ثم سقط على وجهه إلى الأرض، قال: فنظرت إلى لونه وقد حسن واستبشر وجهه، وجعل يسير مسرعا، ثم قتل. فلما كان الليل رأيته في منامي فقلت له: يا أبا عبد الله قال: لبيك. قلت: رأيتك في حين خروجهم بك متغير اللون خائفا من الموت، قال: نعم قد كان ذلك، قلت له: ثم رأيتك وقد سقطت ثم قمت وقد حسن لونك واستبشر وجهك ثم سرت مسرعا، قال:

نعم. لما سقطت سمعت قائلا يقول: يا سدري أتكره لقاء الله عزّ وجلّ؟ (قال): فأزال الله تعالى ما كان بقلبي وسارعت إلى ما رضيه الله عزّ وجلّ لي.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015