رياض النفوس (صفحة 764)

وذلك أنه قدم البريد إلى عامل قصطيلية بعزله وتخشيبه ورفعه إلى حبس رقادة فألفى العامل غائبا وكاتبه في مكانه جالسا، فقال الكاتب للبريد: ما الذي جئت به في هذا الكتاب؟ قال: بعزل ابن البناء وتخشيبه ورفعه إلى حبس رقادة فأرسل بالبشرى إلى القوم الذين كانوا لاحوه وبسببهم نزلت به النازلة فأتوا سراعا إلى دار العامل فاختبروا ذلك، فصحّ عندهم ما أتى به البريد في عزله وتخشيبه فاستخفهم ذلك إلى أن قالوا: نسير إليه في مجلس قضائه فنشتمه ونشفي صدورنا منه، فأتوه في مجلس قضائه - ولا علم عنده بما أتى [فيه] من عند الأمير - فصبوا عليه من قوارع السب (ما أحبّوا)، فلم يشك ابن البناء انهم لم يجسروا عليه بذلك إلاّ وقد أيقنوا بعزله. ونظر إلى نفسه في مجلس قضائه لم يصل إليه العزل فقال من (ها) هنا من الأعوان؟ فابتدروه فأمرهم بإمساكهم ثم عصبهم إلى العمود رجلا رجلا فضرب كل واحد منهم ضربا وجيعا ونكّل بهم جميعا وأمر بتقييدهم في الحديد وأودعهم / الحبس وساعده القدر فيهم قبل أن يقدم العامل حتى نفذ فيهم ما أحب ثم أتى العامل بأثر ذلك، فأرسل إليه فأوثقه وأرسله إلى رقادة، فلما قدم (إلى) رقادة تولّى مناظرته، بين يدي ابراهيم بن أحمد، [محمد بن] عبد الله بن عبدون، فأبان ابن البناء عن نفسه وكشف عن السبة المرفوعة عليه، فرفع ابراهيم [الأمير] رأسه إلى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015