رياض النفوس (صفحة 763)

ومراجعة، قال له: عندي مولى لنا قد فقه فأحبّ أن تجعله كاتبا لك، فاستكتبه عيسى بن مسكين وأودعه ودائع، ثم طرأت أزمة شديدة وضيقة عظيمة فقيل لعيسى [بن مسكين]: ذهبت ودائع الناس التي عند ابن البناء فقال: لم؟ فقيل له: رأيناه يقطع الميتة. فوجه إليه عيسى، فقال له:

الودائع، فقال له: الساعة آتيك بها، فذهب فأتاه بما عنده من الودائع، فلما رآها عيسى بحالها قال له: تأكل الميتة وهذه عندك؟ فقال له: إن الميتة أحلّت لي مع الاضطرار ولم يحل لي أن أخون أمانتي. فقال له: ارجع بها. فقال له: والله لا رجعت إليّ وامتنع من قبولها وأسلمها إليه.

قال أبو عبد الله بن الخرّاط: لمّا ولّى إبراهيم بن أحمد أبا علي ابن البناء قضاء قصطيلية نزل به مثل ما نزل بموسى بن عبد الرحمن القطان مع أهل طرابلس فسعى به أهل قصطيلية ورفعوا عليه البغي عند ابراهيم / حتى عزله بعد أن كان له مع جماعة من وجوه أهل البلد قصة عجيبة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015