رياض النفوس (صفحة 756)

كان يتصرف في حوائجه.

وأخبر عنه أيضا قال: سافرت نحو المغرب فلما صرت في بعض المناهل ونام الناس طلبت النوم فلم يجئني منه شيء فلما تمادى [بي] السهر رأيت أن لا يذهب ليلي خسارة، فتأهبت للصلاة وقمت فأخذت في الصلاة، فطابت لي القراءة، فختمت القرآن كله، فلما حسن ذلك عندي جعلت ثواب تلك الختمة لأبي، فلما قدمت أتاني ابن أبي حميد - وكان (رجلا) صالحا - فقال لي: رأيت أباك في النوم. فقال لي اشكر ابني هاشما وقل له: جازاك الله - عزّ وجلّ - عني [من ولد] خيرا فلقد أجزتني بالختمة التي كانت في سفرك عقبة عظيمة.

وكان - رضي الله عنه - مستجاب الدعوة، كانت بالقيروان سنة قليلة المطر (قحطة) فصلّينا يوما على جنازة بباب سلم، فجلست مع هاشم بن مسرور نتحدّث فقال لأبي القاسم بن مسرور الأبزاري أخي الضرير الفقيه، / (انظر) يا بني لهذا الفحص - يريد فحص الدوارة - قد اسودّ من قلة المطر وغيث السماء (قال): ونحن في شمس تقلي، فرفع يديه إلى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015