رياض النفوس (صفحة 755)

الله عزّ وجلّ (عليّ)، وكنت في ضيق من الحال ولم أجد ما أمد يدي إليه إلاّ مهراسا من نحاس كان عندي من تركة أبي، فبعته بنحو ثلاثة دنانير واشتريت لهم قمحا وعملته خبزا ومضيت به إلى السجن وفرّقته عليهم وجعلت ثوابه لوالدي فرأيت والدي في المنام [في] تلك الليلة فقال لي: يا بني جازاك (الله) عنّي أفضل ما جازى به ولدا عن والده، قد كان بين يدي عقبات عظيمة فلقد أعنتني على جواز أعظمها بثمن ذلك المهراس.

قال ابن سعيد الخراط: اجتاز هاشم بن مسرور بابن العزفي وهو يبني الحمّام فقال له: ما هذا الذي تبني؟ فقال له: أخرجت ألف دينار أبني بها حمّاما يكون عدّة لولدي بعدي، فدعا له وانصرف فلمّا وصل إلى بيته أخرج ألف دينار ثم قال: اللهم إن ابن العزفي أخرج ألف دينار يبني بها حماما يكون عدّة لولده وإني أخرجت هذه الألف دينار لوجهك، فأنت عدّة لولدي ثم تصدّق بها كلّها على الفقراء والمساكين.

/ وكان رحمه الله طويل الصلاة كثير التلاوة. لقد حدّث عبد الله ابن هاشم قال: كان لأبي - رضي الله عنه - في كل شهر رمضان تسعون ختمة، وأما سائر أيامه فكان (له) في كل يوم وليلة ختمتان لا بدّ من ذلك على أنه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015