رياض النفوس (صفحة 735)

الطوب - وكان من الأبدال - فتقدّمت إليه وسلّمت عليه، وعليه مرقّعة من صوف فقال لي: من أنت؟ فقلت له: مروان، وكان قائما فعانقني، وقال لي:

أنت مروان الخياط معلمك صدقة المجاب الدعوة، سينفعك الله تعالى به. ثم جرّ يده على رأسي ودعا [لي] فوجدت لدعوته حلاوة في قلبي وبكيت، فلما دخلت على معلمي صدقة أعلمته بالخبر فبكى الشيخ الفاضل (ثم قال لي): يا بني ذاك سيّد عبّاد المغرب سينفعك الله بدعائه.

وذكر أن الناس كانوا إذا حبس الله تعالى عنهم الغيث أتوا إلى صدقة الضرير يسألونه الدعاء فأتوا إليه يوما (وقد أصاب البلد قحط شديد) فسألوه في الدعاء فرفع يديه إلى السماء ودعا بدعاء عظيم ثم قال: يا رب الساعة ... الساعة ... فما خرج الناس عنه حتى أغاثهم الله عزّ وجلّ بالمطر.

/ قال حمديس القطان لصدقة الضرير: عند الله عزّ وجلّ كل يوم دعوتان مجابتان فقيل له: فما علمك؟ فقال: أخبرني بعض أهل العلم ممن أثق به أنه رأى ذلك في المنام.

وقيل: إن آخر كلمة سمعت من صدقة الضرير وهو يجود بنفسه: ارفق بحبيبك يا حبيبي. ثم فاظت نفسه.

قال أبو ميسرة: توفي صدقة والصديني في يوم واحد فغسّل الصّديني المقرعة الغاسل ثم مضى على أنه يغسّل صدقة، فمنعه الناس وقالوا [له]

طور بواسطة نورين ميديا © 2015