رياض النفوس (صفحة 730)

وقيل: إن أبا يونس مال إلى القراءة في كتب الرقة، قال: فرأى في منامه (كأن) قائلا يقول له: اشتغلت / بكلام عبيدي عن كلامي؟ (قال): فانتبه مرعوبا فآلى على نفسه أن لا يتكلم بغير القرآن حتى يلقى الله عزّ وجلّ، فعكف على قراءة القرآن بالليل والنهار، وكان إذا أراد أن يتكلم أشار بإشارات تفهم، أو يكتب لمن يقرأ بما يريد.

قال لي أبي: وذكر لي بعض الصيادين الصالحين منهم أنهم [ربما] جازوا بالليل على قبر أبي يونس فيسمعون في قبره قراءة القرآن.

قال أبو القاسم بن تمام: مضينا إلى قصر الطوب في عشرة أنفس إلى أبي يونس فقلنا له: اكتب لنا كتابا إلى أم الأمير فإن زيادة الله الأمير أخذ مائتي رجل من أهل العلم والقرآن فأرسلهم إلى العسكر رماة. فقال أبو يونس: ما نعرف الأمير ولا أمّه إنما نعرف الله عزّ وجلّ ورسوله. الليلة نسأل الله فيهم ويطلقون، إن شاء الله تعالى، وكانت ليلة جمعة فلما كان الليل قام أبو يونس فقال: يا أحمد يا محمد يا أبا القاسم يا خاتم النبيين يا سيد المرسلين يا من جعله الله رحمة للعالمين قوم من أمتك أتوني يسألونني في قوم صالحين أن يطلقوا فقد سألتك فاسأل الله فيهم، فلما صلّى حزبه ورقد مرّ به النبي صلّى الله عليه وسلم في المنام، فقال له: يا أبا يونس قد سألت الله تعالى فيهم وغدا يطلقون، إن شاء الله تعالى.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015