رياض النفوس (صفحة 720)

وبان اصطباري عن حبيب فقدته ... فكيف وما للصبر في القلب موضع

تجرّع كأس الموت وهي كريهة ... فما لي بكأس الحزن لا أتجرّع

يؤرقني طيف لعثمان زائر ... إذا هجع النوّام يسري وينزع

يؤرق عيني من لذيذ غموضها ... فليس لها إلاّ سهاد وأدمع

عجبت لنفسي بعده كيف لم تمت ... وما بحياة بعد إذ مات أصنع

فلو أن شيئا كان يفدى فديته ... وهيهات ما في الميت للحيّ مطمع

لقد راح صبري يوم راحوا بنعشه ... فثوّوه لحدا ثم آبوا وودّعوا

أريحانة قد صرت ريحانة الثرى ... فأضحى البلا في جسمك الغضّ يسرع

ألا بأبي الغصن النضير الذي ذوى ... فعيني على تلك النظارة تدمع

/ سقى قبرك الصوب الموشى لأرضه ... وجادت عليه مزنة ليس تقلع

وله أيضا مرثية في أبي عثمان يقول في بعضها:

وقالوا: قضى نحبا وذاق منيّة ... فيا لك من خطب يحلّ عرى الصبر

وكم مارق عادى سعيدا وسبّه ... وضاق به ذرعا وباداه بالهجر

طور بواسطة نورين ميديا © 2015