رياض النفوس (صفحة 697)

قال: قلت: ليس أنا [الذي] ألوذ - لأني أنا المجيب لك - وأنت الذي تلوذ لأني إذا أتيتك بالجواب ووقفتك منه على حدّ له رجعت إلى مسألة أخرى غير ما سألتني عنه، فأنت الذي لذت.

قال: ثم صحت والله صيحة: ألا أحد يكتب ما أقول ويقول غضبا لله تعالى.

قال: فو الله لقد وقى الله تعالى شرّه.

- قال فكأنك تقول انك أعلم الناس؟

- قال: قلت: أما بديني فنعم.

- قال: فما تحتاج فيه إلى زيادة؟

- قلت: لا [لأن] ديني الذي أنا عليه هو الحق الذي ليس الحق في سواه أبدا.

- قال: فأنت (إذن) أعلم من موسى [بن عمران]- عليه السلام - إذ يقول: {هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمّا عُلِّمْتَ رُشْداً}.

- قال: فقلت له: [قائل] هذا طاعن على نبوّة موسى - عليه السلام - إذ يزعم أن الله تعالى اصطفاه برسالته وبكلامه ونبوته وهو محتاج / إلى أن يتعلم بعد ذلك شيئا من دينه - معاذ الله - إنما (كان) العلم - الذي كان عند الخضر - دنيويا: سفينة خرقها لعلمه بالملك الذي يأخذ كل سفينة غصبا، وغلاما قتله: علم كفره وإيمان أبويه، وجدارا أقامه: علما بالكنز الذي تحته.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015