رياض النفوس (صفحة 688)

{رَسُولٌ}، فأطلعهما الله عزّ وجلّ على غيب ما خافا كما أطلع محمدا (نبيّه) - صلّى الله عليه وسلم - على غيب ما يؤول إليه الأمر الذي خافه أبو بكر رضي الله عنه وأرضاه، فصار قول الله عزّ وجلّ في أبي بكر شرفا لم يبلغه أحد بعده: فإن الله تعالى أنزل فيه [و] في الأمر الذي خافه من التبشير بالأمن منه ما أنزل على موسى / وهارون صلّى الله عليهما.

- فقال له أبو عبد الله: أفلا أوجب قول الله تعالى عند من سمعه {وَما مُحَمَّدٌ إِلاّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ} انقلاب أصحاب محمد صلّى الله عليه وسلم؟

- فقال له أبو عثمان: (لا)، لأن معناه أفإن مات أو قتل أفتقبلون على أعقابكم لأن معنى {أَفَإِنْ ماتَ}: استفهام ومعنى {اِنْقَلَبْتُمْ}:

أفتنقلبون. والاستفهامان إذا جاءا في قصة واحدة اجتزئ بأحدهما عن الآخر. وهذا الاستفهام إنما هو في معنى التقرير بأن لا تنقلبوا على أعقابكم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015