رياض النفوس (صفحة 671)

جمع - رضي الله عنه - علم اللغة والنحو، عربي اللسان، جهير الصوت، إذا لحن في لفظة استغفر الله عزّ وجلّ، وكان إذا تكلف الشعر أجاده، حسن اللباس، جميل الزيّ همته في ذلك تفوق همم أهل اليسار، وكان يتقوت بأدنى قوت وأقله. وكان يقول: إنما المروءة في إظهار حسن اللباس، فأما ما هو مستور عن الناس (من إظهار) المآكل والمشارب فليس بمروءة ولا سيما لمن عجز عنها.

وكان يعلم كثيرا [من أخبار] عبّاد إفريقية. لم يرحل ولا حج لأنه كان مقلا وإنما أثرى وتمول بعد الشيخ والزمانة. رحمه الله.

ذكر شيء من أوصافه أيضا:

قال محمد بن حارث الأندلسي: سمعت من يحكي من العلماء قال: دخل رجل أندلسي على سعيد بن الحداد يوما فجلس إليه وحادثه فقال له سعيد: أراك طالب علم، فقال: نعم / وأنا متوجه إلى المشرق في طلبه. فقال له [سعيد]: ما الذي كتبت من العلم؟ فأشار الأندلسي إلى كمه فأخرج كتابا من بعض الأسانيد، فقال له سعيد: اقرأ منه شيئا (فقال: نعم) فقرأ حديثا واحدا، فلما أتمّه قال له سعيد: ضع الكتاب من يدك، ثم أخذ يفسر له ذلك الحديث ويلخص له معانيه ويأتيه فيه بالشواهد. فقال له الأندلسي:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015