رياض النفوس (صفحة 668)

قال: وأين؟ قلت له: قال الله عزّ وجلّ: {وَرَهْبانِيَّةً ابْتَدَعُوها ما كَتَبْناها عَلَيْهِمْ إِلاَّ ابْتِغاءَ رِضْاانِ اللهِ فَما رَعَوْها حَقَّ رِعايَتِها} (فنحن نثابر على هذه البدعة التي هي رهبانية) لئلا يذمنا الله عزّ وجلّ كما ذمّهم. فقال: من صلّى القيام ضربت عنقه، قال: فقلت له: قد قلت لك هذا أولا: ما تحتاج إلى المناظرة، فلم تقبل.

ويحكى أن أبا عبد الله الشيعي قال له يوما: القرآن يقرّ أن محمدا ليس بخاتم النبيين.

فقال له سعيد: أين ذلك؟

فقال له: في قوله ({وَلكِنْ رَسُولَ اللهِ وَخاتَمَ النَّبِيِّينَ}) فخاتم النبيين غير رسول الله.

فقال له سعيد: هذه الواو ليست من واوات الابتداء وإنما هي من واوات العطف كقوله عزّ وجلّ: {هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظّاهِرُ وَالْباطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} فهل [من] أحد يوصف بهذه الصفات غير الله عزّ وجلّ؟

وتكلم (عنده) يوما فغضب من كلامه رجل من كتامة يعرف بأبي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015