رياض النفوس (صفحة 640)

قال أبو محمد بن خيران: دخلت على جبلة بين العشائين وهو يأكل بطيخا فقلت له: إن رائحة هذا تخرج الدواب -[يعني الحيات]- فقال (لي): إنها مرسلة فقلت له: وفي الظلام؟ فقال [لي]: ما جاء سعد بعد. قال فلقيت سعدا فقلت له: ما بالك تركت الشيخ في الظلام؟ فقال [لي]: له سبع عشرة سنة ما أوقد مصباحا.

قال أبو بكر المؤدب بن محمد بن بشير مضى أبي بي - وأنا صغير - إلى المرابطين، فنزلنا بقصر الطوب، فدخلنا على جبلة بن حمود، فقال: لقد أضمرت اليوم أن أفطر وسألت الله عزّ وجلّ أن يأتيني بمن أفطر معه، فأخذ شقفة وجعلها على نار وطبخ (عليها) عصيدا فأكلنا فيها، فكانت قدرنا وصحفتنا. ثم قال لي: يا بني اشته ما شئت فقال لي أبي: اشته يا بني كما أمرك الشيخ، قال: فخطر ببالي تين أخضر - ولا والله ما هو / زمانه على حال - فقلت: أشتهي تينا أخضر فمد جبلة يده وأدخلها في قلة فأخرج لي خمس تينات خضر.

وكان مستجاب الدعوة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015