رياض النفوس (صفحة 639)

خيرا، ظننت أنه فسد عليكم فأردت أن أزيدكم فيه الماء.

وقيل إنه راح مرة إلى الجمعة بقميص زوجته، فقيل له: ما هذا - أصلحك الله - قميص المرأة؟ فقال: ما علمت منها إلا خيرا طاهرة عفيفة.

وكان النساء في ذلك الزمان يقطعن قريبا من تقطيع الرجال، وإنما فعل ذلك لأنه لم يجد غيره، وقد كان في ذلك اليوم غسل ثوبه فحضرت صلاة الجمعة ولم ينشف ثوبه فأخذ قميص زوجته (فخرج به) وهذا يدل على تقلله من الدنيا وزهده فيها، وأنه لم ينل منها إلا ما سدّ جوعته وستر عورته.

وذكر أبو العرب في كتابه في الطبقات قال: خرج علينا جبلة / وعليه قميص وغلالة وسراويل ومنديل على أكتافه وكانت ثيابه تلك قد أكلها الجراد فقوم بعض من كان معنا من الطلبة جميع ثيابه التي كانت عليه بثلاثة أرباع درهم (يعني) فضّة خالصة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015