رياض النفوس (صفحة 620)

الشاب؟ فقيل له: خرج. قال خلف السرتي: فلحقته وأدركته وأمسكته حتى (أتى) سعيد بن إسحاق وجعل يعتذر إليه ويقول له: يا هذا (إننا) أشغلنا عنك ونسيناك ولكن خذ هذه الصّرة، وأخرج صرة فيها دراهم من جيبه، فقال له الشاب: أنا مستغن عنها، فألحف عليه وألح في أن يأخذها، فقال له: مالي إليها حاجة، فقال له سعيد: / ما نرى معك شيئا يغنيك عنها، فمدّ الشاب يده إلى الرمل، فأخذ منه قبضته فإذا هو ذهب يلوح في يده، فبهت سعيد بن إسحاق ثم ألقاه الشاب ومضى، ونحن ننظر إليه فكان سعيد يقول: إني لمحروم إذ لم أقل له ادع لي دعوة. قال خلف السرتي: فأنا ألزم القعود في هذه الرملة، وأحبها وكان أبدا يجلس فيها.

وسمع بعض الشيوخ سعيد بن إسحاق يبكي الليل كله في ليلة باردة جدا حتى أصبح، فقال له - أصلحك الله -: سألتك بالله ما أبكاك في هذه الليلة بخلاف العادة؟ فقال له: نعم، تفكرت في فقراء أمة محمد صلّى الله عليه وسلم في (هذه) الليلة الباردة فبكيت رقّة لهم.

قال بعض أهل التاريخ: أتى نواتية لابراهيم (الأمير) فأرادوا النزول في قصر الطوب وكان في القصر في ذلك الوقت سعيد بن إسحاق وأبو يونس

طور بواسطة نورين ميديا © 2015