رياض النفوس (صفحة 579)

قال أبو بكر بن سعدون: حججت سنة تسعين ومائتين، فسمعت أبا عقال يذكر الرءوس، فقلت له: «إذا كان بالغداة، إن شاء الله تعالى، وصلّيت الصبح فاصعد إلى [جبل] أبي قبيس وأنا آتيك بها إن شاء الله عزّ وجل».

قال: «فغدوت إلى روّاس فأخذت منه ثلاثة رءوس، وأخذت رقاقا وخبزا وصعدت إلى أبي قبيس فأصبته جالسا ناحية، فوضعت المئزر بين يديه، ثم أخذت [رأسا] فشققته، فوجدته دودا يغلي، فوضعته وأخذت الثاني، فوجدته كذلك. فلما رأى ذلك أبو عقال قام وتركني، فمضيت إلى الروّاس فقلت:

«يا هذا، أبعت مني بائتا مدودا؟ » فقال لي: «ما عندي بائت ولا مدود» فقلت له: «هاك! » فنظر فإذا ليس فيه دودة واحدة، فأقبلت أتعجب وذكرت له القصة، فقال: «نعم، [هكذا] تكون هذه الرءوس من عند العامل / أو من عند صاحب الشرطة»، أو كما قال أبو بكر.

وذكر الشيخ أبو الحسن [بن] القابسي، رحمه الله تعالى، أبا عقال، فحكى كيف كان سبب توبته، ثم أنشد له شعرا يصف فيه أحواله التي كان يفعل قبل توبته، فقيل للشيخ [أبي الحسن]: هل يجوز مثل هذا: أن يذكر

طور بواسطة نورين ميديا © 2015