رياض النفوس (صفحة 53)

[ذكر فضل القيروان]

وعن إسحاق [بن الملشوني]: أن عقبة بن نافع كان معه في عسكره خمسة وعشرون من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلم، وأن عقبة جمع وجوه أصحابه وكبار العسكر، فدار بهم حول «القيروان»، وأقبل يدعو لها ويقول في دعائه: «اللهم املأها علما وفقها، واعمرها بالمطيعين والعابدين، واجعلها عزا لدينك، وذلا على من كفر، وأعز بها الإسلام، وامنعها من جبابرة الأرض».

وذكر أن معاوية وجه عقبة في جيش عظيم إلى إفريقية غازيا، فدخلها وافتتحها، ووضع السيف على من بها من النصارى، وقال لأصحابه: «أرى لكم يا معشر العرب أن تتخذوا بها مدينة يجعل بها عسكر، وتكون عزا للإسلام إلى آخر الدهر»، فأجاب الناس إلى ذلك، واختط مدينة «القيروان».فقال له بعض أصحابه: «قرّبها من البحر، ليكون أهلها مرابطين».فقال لهم: «إني أخاف أن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015