رياض النفوس (صفحة 527)

نفرح غدا بالنظر إلى وجه الله عزّ وجل إذا صرنا إلى دار السلام».

وقال بعض المتعبدين: كنت بمدينة «سوسة» مرابطا، فبلغني أن سعيد الضرير قدم، فتوجهت إليه مع أبي الأحوص لنسلم عليه، فأصبنا عنده ناسا من الأضراء، وذلك بعد صلاة العصر، فدعوا وختم سعيد الصبيري الضرير المجلس بالدعاء، ثم افترقنا عند جواز المغرب إلى الجامع - وكان [وقت] قحط وصيف وحاجة الناس إلى الماء، وقد فرغت مواجلهم - فوقف أبو الأحوص في الطريق، فوقف الناس لوقوفه، فقال: «اللهم إن كنت استجبت لنا في مجلسنا فعرفنا بركة ذلك بأن تسقط الغيث»، فما دخلنا المسجد إلا ونحن نخوض الماء من المطر الذي أصابنا.

وقال رجل صالح: رأيت في منامي كأني واقف علي باب الجنة، وأبو الأحوص يريد أن يدخل الجنة، ورجل أعرفه من أهل «سوسة» يمنعه الدخول ويقول له: «لا أدعك تدخل حتى تدفع لي حقي»، فقال: «هذا قصر أعطيكه في الجنة»، فقال له: «لا» قال: «فأعطيك قصرين»، [قال: لا]، قال: فقلت له: «يا هذا، يعطيك قصرين في الجنة فتأبى، وإنما لك عليه درهمان؟ » فنفضني

طور بواسطة نورين ميديا © 2015