يزل منازعا إلى مغيب الشمس، فتوفي بعد العشاء الآخرة، رحمه الله تعالى.
قيل: فلما انصرفوا به من مجلس الذكر مروا به على الصديني العراقي فقال:
«هذا الرياء! » فلما مات قال الصديني: «هذا والله الإخلاص في الصدق! » فكان يصاح خلف نعشه: «هذا شهيد القرآن».
ويروى أن سحنون قال له يوما: «إني أحب أن أسر إليك سرا، فإياك أن تفشيه» قال: فقلت له: «يا أبا سعيد، أو منزلتي عندك منزلة من تخاف منه؟ فلا تفشي لي سرك! » فقال لي: «ليس الأمر كما تظن، ولكن لكل إنسان صديق يكون موضع ثقته وراحته، ولذلك الصديق [صديق]، ومن مثل هذا تخرج الأسرار».
كان يسمّى جوهرة أصحاب سحنون، وسمع منه.
وكان إذا قام بين يدي الله، عزّ وجل، لم يتعلق قلبه بشيء سوى ما هو فيه.
ووجد بخط الفقيه أبي محمد بن أبي زيد، رحمه الله تعالى، قال: حدثني تميم بن خيران قال: «كان لأحمد الصواف، صاحب سحنون، ولد له شبيبة، وكان