رياض النفوس (صفحة 514)

وجل: وذلك أنه حضر مجلس الذكر «بمحلة المرضى» وكان له بكاء ونوح، وكان القراء إذا علموا أنه جاء تحركوا له وأقروا واعترفوا له بالحزن.

فلما كان يوم السبت حضر جماعة [من القراء]- وذكر غير ابن اللباد: أنه مر في ذلك اليوم قبل دخوله المسجد بموضع فسمع قائلا يقول:

العفو أولى بمن كانت له القدر ... لا سيما عن مقر ليس ينتصر

أقر بالذنب إجلالا لسيده ... فقام بين يديه وهو يعتذر

فبكى وخشع ودعا للقائل وللذين حضروا، فانتفعوا بدعائه. ثم تمادى أحمد بن معتب - فدخل المسجد فسمع بعض القوالين يقول:

دع الدنيا لمن جهل الصوابا ... فقد خسر المحب لها وخابا

وما الدنيا، وإن راقتك، إلا ... كبلقعة رأيت بها سرابا

قال ابن اللباد: فلمّا انتهى منها إلى قوله:

يظل نهاره يبكي بشجو ... ويطوى الليل بالأحزان دابا

[تحرك وبكى].

قال: ثم قرأ القارئ آيات من القرآن، فخر صعقا، فاحتمل إلى داره فلم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015