رياض النفوس (صفحة 430)

له الأوزاعي: «هل علمت أن الله عزّ وجل أعان على ما حرّم؟ » فقال: «هذه أعظم من الاثنتين، ما عندي من هذا علم» فأمر به الخليفة فقتل، ثم قال للأوزاعي: «يا أبا عمرو، تكلّمت ففسّر» فقال: «سألته عن ثلاث كلمات من كتاب الله تعالى؛ قلت له: «هل علمت أن الله عزّ وجل قضى على ما نهى [عنه]؟ »، فإن الله تعالى نهى آدم عن أكل الشجرة، وقضى عليه بأكلها. وقلت له: «هل علمت أن الله عزّ وجل حال دون ما أمر به؟ »، أمر إبليس لعنه الله تعالى بالسجود لآدم وحال بينه وبين ذلك. وقلت له: «هل علمت أن الله عزّ وجل أعان على ما حرم؟ »، فإنه حرم الميتة وأعان المضطر على أكلها».

قال بكر بن حماد: لما فرغت من قراءة كتبي كلها على عون - وهي كتب ابن وهب - قلت له: «يا أبا محمد، كيف كان سماعك من ابن وهب؟ » فقال لي: «يا بني، أقال لك أحد فينا شيئا؟ » ثم قال لي: «والله ما أحب أن يعذب الله أحدا من أمة محمد صلّى الله عليه وسلم بسببي بالنار؛ أبطل الله سعيه وصومه وصلاته وسائر عمله إن كنت أخذتها من ابن وهب إلا [قراءة]: قرأت عليه أنا وقرأ عليّ، ولو كانت إجازة لقلت إنها إجازة. وقد حضرت ابن وهب وأتاه رجل بكتبه في تليّس فقال له:

«يا أبا محمد، هذه كتبك»، فقال له ابن وهب: «صححت، وقابلت؟ » فقال:

«نعم» فقال له: «اذهب فحدّث [بها] فقد أجزتها لك، فإني حضرت مالكا وقد فعل [مثل] ذلك».

طور بواسطة نورين ميديا © 2015