[موسى بن معاوية] عن ابن عبد الحكم أنه قال: «كان ابن القاسم يصوم الدهر كله».
وروى عنه [أنه] قال: «ذكر لي رجل بخراسان، فأتيته فأصبته في المسجد يحدث، [فسلّمت عليه]، فقال [لي]: «من أين الرجل؟ » فقلت:
«من المغرب» فقال: «من أي موضع؟ » فقلت: «من القيروان» قال: «ومن لقيت؟ » قلت: «الفضيل ووكيعا وأبا معاوية الضرير» فقال لي: «ما أظنك تريد بهذا الله عزّ وجل، أما كان يكفيك أن تجعل أحدهم لدينك؟ ولكنك أردت أن تقدم بلدك فتقول: لقيت فلانا وفلانا. والله لا أسمعتك إلا ثلاثة أحاديث لعنائك! ».فأخذت كتبه، فانتخبت منها ثلاثة أحاديث رويتها عنه، ثم خرجت من الغد إلى جرير بن عبد الحميد [الضبي].
وهذا إشفاق من الرجل على موسى خيفة أن تؤديه رغبته في كثرة الرواية إلى أن يروي عن الضعيف والمتروك، كما قال مالك، رحمه الله تعالى، لولدي أخيه وهما أبو بكر وإسماعيل ابنا أبي أويس لما رأى حرصهما على كثرة الرواية: «إن أردتما أن ينفعكما الله عزّ وجل [به] فأقلاّ منه وتفقها».
وقال سحنون: «كنا نرابط بالمنستير في شهر رمضان، وكان موسى أكثرنا صلاة فإذا كانت ليلة سبع وعشرين من رمضان / طبقها من أولها إلى آخرها، فإذا