تعالى عنه، قال: أتى رجل إلى سحنون، رضي الله تعالى عنه، فجلس حتى انصرف الناس وخلا المجلس فأخذ في البكاء، فسأله سحنون وألح عليه فيما أوجب ذلك، فذكر له أنه رأى ما استعظمه، فلم يزل به حتى شرح له ذلك، فذكر له أنه رأى كأن القيامة قد قامت وأن الناس قد حشروا، [ثم] قال لسحنون: «وأتى بك، [وأنا] أعرفك في منامي كما أعرفك في يقظتي»، ثم وصف له أنه فعل به من الأغلال والسرابيل وأصناف الأنكال أمر عظيم، وأنه أمر به فألقي في النار. قال الرائي لذلك: «فانتبهت مذعورا» فزعموا أن سحنونا صبّره وسكّنه وأرسل في طلب رؤساء كنيسة النصارى، فأتى إليه باثنين منهم، فجلسا، ثم سألهما سحنون فقال لهما: «هل مات لكم في هذا الوقت أحد تعظمونه؟ » قالا: «بلى» ووصفا من حال ميتهم شيئا كثيرا، فقال لهما سحنون: «هل من شأنكم أن تروا في منامكم لميتكم شيئا؟ » قالا: «بلى» قال: «فهل رأيتما لهذا الميت الذي وصفتما شيئا؟ » فقالا: «نعم، جاءت فيه رؤى كثيرة»، ووصفا فيه من الخير والترفيع له أمرا كبيرا، فقال: «انصرفا».ثم قال للرجل: «كيف ترى؟ هل تشك في هؤلاء ومن مات منهم أنه من أهل النار؟ » فقال الرجل: «لا»، فقال له سحنون: «فاعلم أن الشيطان يأتي المؤمن بما يثبطه وينفره عن الخير ويمقّته إليه ويمقت إليه أهله، ويأتي إلى الكافر بما يغبط إليه حاله ويثبته على أمره. وإنما رآك تكثر الاختلاف إلينا والائتمام بنا، فأراد أن يخذلك ويصدّك».
وسأل أشهب عن سحنون فقال: «ما لي لا أسمع له ذكرا في بلدكم؟ » فقيل له:
«إنه رجل قليل ذات اليد، وإنما لزومه البادية أكثر أيامه» فقال أشهب: «الحمد